قمة الحكمة العمانية

ليس من المبالغة في شيء القول بأن مجمل التطورات المتسارعة والتحديات والظروف التي تمر بها المنطقة، ليس فقط على المستوى الخليجي، ولكن ايضا على المستويين العربي والاقليمي تتطلب، وإلى حد بعيد، وربما اكثر من اوقات كثيرة مضت، الحكمة البالغة وبعد النظر العميق والحنكة السياسية التي يتميز بها كل من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة.

ومن ثم فان الزيارة الخاصة التي يقوم بها جلالة السلطان المعظم الى اخيه خادم الحرمين الشريفين حفظهما الله ورعاهما - هي زيارة على جانب كبير من الاهمية، سواء على صعيد العلاقات العمانية السعودية العميقة والراسخة والمتميزة كذلك، ولكن ايضا على صعيد مختلف الموضوعات والقضايا التي تهم الدولتين الشقيقتين، والتي يتم التباحث حولها وتبادل وجهات النظر بشأنها ايضا بين حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه وبين اخيه خادم الحرمين الشريفين المللك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة .

وفي الوقت الذي تسير فيه العلاقات العمانية السعودية، والتعاون المتسع بين الدولتين والشعبين الشقيقين بخطى متتابعة في العديد من المجالات، وهي خطوات ازدادت عمقا واتساعا في السنوات الاخيرة، بفضل ما يوليه كل من جلالة السلطان المعظم، واخيه جلالة العاهل السعودي من اهتمام ورعاية مباشرة ومستمرة لهذه العلاقات في جميع المجالات من ناحية، وبفعل تعدد وتنوع مجالات التعاون بين الدولتين في مجالات عديدة والاعداد لفتح المنفذ البري الذي اتفقت الدولتان على فتحه فيما بينهما لتسهيل حركة الانتقال والتجارة والتواصل المباشر فيما بينهما من ناحية ثانية.

فان محادثات جلالة السلطان المعظم واخيه خادم الحرمين الشريفين من شأنها ان تعطي دفعة كبيرة وقوية لخطوات التعاون بين الدولتين الشقيقتين ولفتح آفاق اخرى اوسع امامهما، سواء على الصعيد الحكومي، او على صعيد القطاع الخاص في البلدين، خاصة وانه تتوفر لديه فرص ومجالات تعاون مشترك عديدة ومتنوعة. هذا فضلا عما يتميز به الاقتصاد العماني من فرص واعدة في مجالات استثمارية عديدة ومقومات نمو طيبة .

من جانب آخر فانه في ظل الاهتمام القوي والعميق من جانب كل من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم واخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية حفظهما الله - بدعم وتعزيز مسيرة التعاون والتكامل بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتهيئة افضل مناخ ممكن لتتقدم بخطى متتابعة تعود بالخير على كل دول وشعوب المجلس من ناحية.

والحرص من جانب عاهلي البلدين على تهيئة كل اسباب الاستقرار والطمأنينة لدول وشعوب الخليج وكل دول وشعوب المنطقة من حوله ايضا من ناحية ثانية، فانه ليس مصادفة ابدا ان تحظى قمة الحكمة العمانية السعودية باهتمام واسع وعميق، سواء على صعيد الدولتين او على الصعيدين الخليجي والاقليمي، وذلك نظرا لأن هذه القمة تتمخض دوما عن نتائج خير وخطوات طيبة تصب ليس فقط في صالح الدولتين والشعبين الشقيقين، ولكن ايضا في صالح كل دول وشعوب المنطقة بوجه عام و دول وشعوب مجلس التعاون لدول الخليج العربية بوجه خاص.

وفي هذا الاطار فان محادثات جلالة السلطان المعظم مع اخيه خادم الحرمين الشريفين تضيف دوما المزيد لكل ما من شأنه دعم التقارب والوئام والتفهم الأعمق بين دول وشعوب المنطقة، خليجيا وعربيا وإقليميا