قصة : حياتي أجمل عندما أشاركها غيري


مع إشراقة كل صباح وزقزقة الطيور ونسمات الهواء العليل
برزت طفلة يتيمة الأب وإما عن والدتها فقد تزوجت بعد أن
توفي زوجها وتركت ابنتها الصغيرة مع خادمة لها كانت هذه
الخادمة تحب الطفلة حبا كبيرا فكانت لا تصبر على فراقها دقائق
فكانت تصحو في الصباح الباكر حيث البرد القارص و زخات
المطر الغزيرة وصوت الرعد المفزع ولمعان البرق ذاهبة هي
وتلك الطفلة إلى الغابة لجمع بعض الثمار التي تسد قوت يوم كامل
كانت الطفلة تفرح فرحا شديدا بذهابها إلى الغابة فهناك تداعب الطيور وتركض وراء سراب الفراش مرت الأيام والخادمة لازالت
تربي الطفلة .
   
كبرت الطفلة وكبر معها حبها للخادمة فهي من رباها منذ نعومة أظافرها فقد كانت لها أما وأبا ولكن الأيام لم تترك هذه الخادمة
لطفلة فقد اضطرت الخادمة بالرحيل بسبب حاجت ابنها لها فقد أصيب بمرض استدعى أن تكون أمه بجانبه وتراقبه طوال الوقت .
أشتد مرض أبنها ولم يكن لدى الخادمة المال الكافي لكي تعالج ابنها
ولحسن الحض مع مرور الوقت خف مرض ابنها ولكن لم يفارقه لأن الأطباء أخبروها بأن مرض ابنها مزمن وفي نفس الوقت هو مرض محير عجز الأطباء عن إيجاد الدواء له ولكن الخادمة في كلتي الحالتين لم تستسلم و أنما أسلمت أمرها  لله .
أما عن الطفلة التي أصبحت في ما بعد وحيدة فقد واصلت حياتها فكانت كالعادة تذهب إلى الغابة لجمع الثمار وفي يوم من الأيام وهي ذاهبة إلى الغابة سمعت صوت فإذ بها تقترب من الصوت وتخرج من حدود الغابة رأت مبنى كبير ضم ومجموعة من الفتيات يحملن كتب وأقلام تعجبت من هذه الفتيات فهي لم ترى من قبل لا كتب ولا أقلام فكانت حياتها مقتصرة على الغابة فقط تقربت من تلك الفتيات
وسألت باستغراب
* ما هذا الذي تحملنه بين أيديكن ؟؟!
*ولماذا أنتن تجتمعن هنا ؟؟!
*ومن هؤلاء الذين يحملون في أيديهم الطباشير ؟؟!
وتبادرت إلى ذهنها أسئلة كثيرة ..........
أجابتها أحدى الطالبات هذه هي المدرسة ونحن التلاميذ نأتي في كل صباح باكر طلبا للعلم من معلمينا .
اندهشت الطفلة من جواب الطالبة وكانت متلهفة لذهاب إلى ما يدعونه بالمدرسة وإلى التعرف عليها أكثر ولكن ضروفها تمنعها
رجعت الطفلة إلى الغابة التي كانت منها تسلك طريق العودة إلى المنزل .  واصلت الطفلة حياتها الروتينية في الذهاب إلى الغابة ولكن بشيء من التغير فكانت عندما تنتهي من جمع الثمار والاستمتاع  بلعب مع الحيوانات تخرج من حدود الغابة ذاهبة إلى المدرسة تقف بالقرب من نافذة الفصل وتستمع إلى شرح المعلم لطلاب من النافذة لم يكن لديها دفتر أو قلم لتدون الدرس و لا حتى المال القليل لكي يمكنها من الدخول إلى الفصل كانت لا تملك شيء سوء الرغبة استمرت على هذه الحال إلى أن كبرت وأصبحت شابة وكبر معها الطموح فكانت بتعلمها تفهم الحياة من حولها ومع مرور الوقت أخذت تستكشف الحيوانات في الغابة وطريقة عيشها ومع الوقت أخذت تقلب أوراق الأشجار وتأخذ منها مشروب أخضر
كانت تعطيه للحيوانات المتعبة لتزودها بطاقة ونشاط و اكتشفت في ما بعد أنه دواء .
ومع مواصلة هذه الشابة في الذهاب إلى المدرسة عرفت الكتابة
فأخذت تنقش بعض الدروس البسيطة على أوراق الأشجار وفي يوم من الأيام وبينما هي تنقش أحد دروسها تذكرت لخادمة التي هي بأمس الحاجة إليها بسبب مرض ابنها فنقشت على ورقت شجرة رسالة إلى الخادمة تعبر فيها عن مدى امتنانها لها وتسألها عن حالها وحال أبنها الوحيد عندما انتهت من كتابة الرسالة ربطت رسالتها في رجل الحمامة التي كانت تداعبها كل صباح قبل أن تذهب إلى المدرسة أخذت الحمامة الرسالة وحلقت بها بعيدا إلى مكان عيش الخادمة وبطبع أوصلت الحمامة الرسالة ... ولكن تأخرت كثيرا في العودة خافت الشابة أن تكون الحمامة قد أصيبت بأذى وبينما كانت الشابة عائدة من المدرسة وهي في طريقها إلى الغابة رأت الحمامة تحلق في السماء وفي أحدى رجليها معلقة رسالة ركضت الشابة
نحو الحمامة بلهفة وفرح وأخذت الرسالة من رجل الحمامة وأخذت تقرأها فكانت الرسالة رد من الخادمة فيها تعبير عن جزيل الشكر لها وتخبرها عن اشتداد المرض على أبنها حزنت الشابة بمرض ابن الخادمة .
واصلت حياتها في الغابة وأخذت تصنع بعض الأدوية البسيطة جدا وتقوم ببيعها في حيها لكي تجني بعض المال لعله يكفي لمساعدة الخادمة وابنها رأت الشابة ضرورة تحسين أدويتها التي تبيعها لكي يكون الإقبال إليها أكثر وبطبع قامت بصنع العقاقير المذهلة فكان عليها إقبال كبير نظرا لمفعولها السريع في الشفاء من الأمراض وبذلك جنت الشابة أموال كثيرة وكذلك بعملها هذه المهنة تداخلت ولأول مرة مع الناس و استمرت الشابة في صناعة الأدوية وكان الإقبال يزيد عليها يوما بعد يوم وأصبح يأتي إليها أناس من القرية المجاورة وأصبح لأدويتها سمعة مشهورة لدى الجميع ...حققت الشابة طموحها وجنت من المال أكثر من ما تريد ولكنها لم تساعد الخادمة التي كفلتها منذ صغرها فلخادمة عرفت عن الشابة وقصتها مع الدواء وانتظرت بفارغ الصبر أن تساعدها حتى ولو بالقليل من المال ولكن دون جدوى ورغم أن الخادمة في أمس الحاجة إلى المال إلا أنها كانت تخجل من طلبه منها و صبرت على كل ما يصيبها من متاعب .
واصلت الشابة بيع العقاقير وجمعت الأموال الكثيرة فكرت كثيرا  في أن تعطي الخادمة جميع ما تملك من أموال أم أنها تستثمرها في بناء مستشفى كبير وبعد تفكير عميق قررت أن تبني مستشفى كبير فيه تقدم أفضل المزايا العلاجية وفيه تعالج ابن الخادمة وبطبع قامت ببناء المستشفى وفي المستشفى مختبر خاص بها لصناعة العقاقير النادرة وكانت في كل شهر تستدعي ابن الخادمة
لتشخيص حالته الصحية ... وتابعت الشابة تجاربها في المختبر الخاص بها وتوصلت إلى العقار المناسب لمرض ابن الخادمة
فاستدعت في اليوم الثاني الخادمة وابنها إلى المستشفى قامت الشابة بعلاج ابن الخادمة ووصف الدواء المناسب له وما لبث دقائق إلا وشعر بتحسن الكبير و بهذا استطاعت الشابة من صنع الدواء الذي عجز الأطباء عن صنعه  ومع مرور الأيام تخلص أبن الخادمة من مرضه الذي يلاحقه من مرضه المزمن الذي كان عبئ عليه وعلى والدته انهمرت دموع فرح الخادمة ومن كثر الفرحة احتارت كلمات شكرها لشابة فعانقتها عناق الأم لأبنتها فرحت الشابة فرحا شديدا لفرح الخادمة ولكنها رأت أنها لاتزال مقصرة في حق الخادمة ففضل الخادمة كبير عليها .
أصبحت الشابة أثرى فتاة في ذلك المكان ولكي تجازي الخادمة معروفها تزوجت من ابنها وعاش كل من الشابة والخادمة وابنها في سعادة ورفاهية بعيدا عن الفقر والقحط فأصبحت حياتهم أجمل من حياة الملوك وتعلموا درسا لا ينسى وهو أن الحياة تحلو بمشاركتها  مع الغير .                


 عمل الطالبة :هاله سعيد سالم المعمرية
الصف : 11/7
تحت إشراف المعلمة : فاطمة حمد البريكية