إن حياتي هي المنحة وموهبتي هي الأداة ولحظتي هي الآن



إنني معلم ...... إنني احتفل بكمالي ، وبقصوري كما أنا في الواقع . إنني أحتفل بضحكاتي التي تخترق دموعي . إنني أحتفل الآن . إنني أحتفل بوجودي . إنني أخلق الطريق بينما أنا ماضٍ فيه .

إنني أستمع لما بين كلمات الآخرين . إنني أعيش في الصمت حيث تسكن المعرفة لأن كل الحروف و الارقام مُعدة من أجلي .. إنني أمنح نفسي مجالاً للحياة بأن أصنع الهدوء ... إنني مجرد شخص . إنني أتطلع للنجوم . وإذا نجحت ، فإنني لا زلت مجرد شخص. وإذا تطلعت للعُلا ، فلا يمكن للفشل أن يعرف طريقة إليّ . إنني أعانق حياتي ، فأجد حياتي تعانقني .

كل شيء يتحدث معي و يتذكرني و يزورني و يقف معي و يشاركني في أداء رسالتي : الطيور الصداحة تزورني و النسيم يحمل إلي عطر الربيع و شمس الغروب تطلق إشعاعات بنفسجية ممتزجة بصفرة ذهبية و الزهرة الندية قد تفتحت وأينعت على يديَ و الرياح قد هبت حاملة إلي رسائل الأمل و إن الجمال الذي يهرب مني يخلف وراءه روحاً تواقة مُجدبة يتسرب من بين أصابعها جمالٌ آخر يكمن في نفوس قد لا تكون شيئاً، ولكنها ستصبح كل شيء. 

إنني أتذكر الآخرين عندما تهمس كلماتهم في أذني : أنت من صنع الرجال وعانق الخيال ، وحلم ببناء كل محال ،وفكر في كل مجال ، وقال قول الحق بصدق و ثبات دون جدال ، وتجنب كل ما يعيق تمهيد الطرق وسط الجبال، وعبّر بصدق و بساطة و امتثال ، ووعد بعزم و همة دون اتكال وامتلك الخبرة بكل اقتدار وهجر الاختلاف والتضاد ، وتنازع مع الأقلام و القرطاس ، وعانى بحكمة و اتزان و نجاح,وشعر بالحب و الكفاح ، وربح الأجر و الثواب من رب العباد ، واقترض المعرفة من كل صوب ، وورث الرسالة و زرع الحكمة ، وسرق الهمة و شحذ العزم دون عجز أو كسل، وأحب نورا يضيء به دروبا ليرسم شعاعاً يسير عبر الأزمان يساعد بها نفسه و لكنه في الحقيقة يساعد الآخرين .

لذا خذ وقتك :

خذ وقتك لتجد مكانك ، وتعرف قبل الشروع في ذلك أن هذا المكان دائماً ما يتغير . عليك أن تدرك ضرورة أن تواكب هذا التغير كي يتناغم إيقاعك مع إيقاع حياتك . 

خذ وقتك لترى الجمال من حولك . خذ وقتك لترى التوازن و اللاتوازن ، لترى النور والظلال ، لترى الأماكن المليئة والتي على وشك أن تخلو مما فيها ، والأماكن الخالية التي على وشك أن تمتلئ . خذ وقتك لترى المؤيدين والخصوم . خذ وقتك كي ترى مدى انسجامك مع حياتك . خذ وقتك لتجد الطريق الصحيح ، وتحدد مسار العاطفة ، والخير الأسمى . خذ وقتك لتعرف طبيعة استجابتك . خذ وقتك لتكون جميلاً . 

و تذكر :

إن التعليم لا يجعلك سعيداً . إن النجاح لا يصنع منك إنسان عطوفاً . إن الفقر لا يجعل منك حكيماً . إن الثراء لا يجعلك تشعر بالكمال . إن الخبرة لا تزيدك فطنة .لكن الحب قد يعلمك كل شيء . 

ابحث: 

لا تجلس فقط هناك في انتظار العالم ليقدم لك الفرصة المناسبة . إن العالم متجاهل بطبيعته وتجاهله لك محتوم لو لم تعمل . 

اخلق الفرص بأن تؤمن بأفضل ما لديك . تعلم من كل الأشياء ومن كل الناس .اعترف بأخطائك بصراحة وحرية و صححها دون خجل . لا تجعل مواطن ضعفك التي تكتشفها في بحثك عن أفضل ما لديك تحبطك . إن معرفتك بنواحي قصورك هامة مثلها مثل معرفتك نواحي قوتك . إنك عندما تعرف نواحي ضعفك إنما تعرف ما يجب أن تحذر منه ، وتعرف مدخلك إلى طريقك الخاص . 

إن الاهتمام الذي تبديه في تعقبك لأفضل ما لديك يخلق من حولك عاملاً يهتم بك . اجعل لأفضل ما لديك مكاناً في حياتك . فإن لم يكن هناك مكاناً في حياتك له ، عليك إذن أن تخلق هذا المكان . إن أفضل ما لديك يتمدد ويحتاج لأن يتنفس . تُرى أين ستجد أفضل ما لديك ؟ إنه أمامك مباشرة ، حيث تجده دائماً . ترى ماذا سوف يقول لك أفضل ما لديك عندما تجده ؟ "إنني جيد ، نعم ، إنني جيد "

قل "نعم " :

ثم قل "نعم " و يا لها من قوة تلك التي تحويها هذا الكلمة !

إن قول "نعم " هو دليل على القوة ، والثقة ، والمعرفة ، والعطاء .

"نعم " هي جوهر الحب " نعم " هي التزام ومعرفة لقيمة الأشياء . 

" نعم " تحمي وتطالب ، تغذي وتمنح حياة جديدة .

"نعم " هي ابتسامة ، ونظرة تشجيع ، وإيماءة بالموافقة عندما يعجز الآخرون عن قولها . 

"نعم " هي الكرم بكامل معناه . 

قل نعم ولا تخف . قل نعم . إنك تستطيع ذلك . 

و لن يستطيع أحد العودة إلى الماضي والبدء من جَديد لكن يستطيع : أن يبدأ من الآن ويصنع نهاية جديدة لذا أوجد نفسك ، احتفل بالحب الدائم .. أكتب رواية عطائك المستمر. تغلب على ضعفك . طور قوتك . اختر تميزك ، وكن سيد عالمك الخاص فأنت من يحدد معالمه و أنت أساس بناء الممالك ، وروح الأديان ، وجوهر النجاح في العمل و أنت فخر الامم فافتخر و ارفع هامة الرأس فأنت مصنع لكل عوامل الحضارة و البناء فهنيئاً لك ذلك . ولك الحب و التقدير و العزة و الكرامة معلمي ..................



فبراير 2013 م

سالمة بنت مبارك الحوسني

مديرة مدرسة عاتكة للتعليم الاساسي